ككل الاطفال كنت احب القصص
غير انني كنت إذا بدات المعلمة بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
أ ن ب ه ر !
اتكئ بوجهي على يدي واستمع في شغف واتخيل .. اتخيل .. اتخيل ..
فوق راسي غمامة تمتلئ بالبيوت الطينية والنخلات ووجه النبي الصبوح كما اتخيله ..
وفي مرة .. قالت لنا المعلمة في درسها .. انه ذات يوم .. لم يكن في بيت النبي صلى الله عليه وسلم سوى تمره!ـ
كنت في الصف الرابع
وفي نهاية الحصة قلت لها : "يا الله يا أبله كيف الرسووول ومافي فبيتهالا تمره !!"ـ
كنت حينها افكر فقط واحس بعظيم مقامة كيف لا يكون له عظيم ترف .. وربما أحاول أن أتفكر ,, لا أدري غير أني كنت مهتمه
وبعد أيام جاءت أمي الى المدرسة في زياره عادية .. ـ
وكان أول ماقالته معلمة الدين لأمي عني :"لولا أنني أعرف أنكم أسرة فاضلة ... لاعتقدت أن ابنتك يهوديه!!ـ
! . . . لقد قصت معلمتي في ذلك اليوم أجنحتي!!ـ
فباتت أسئلتي عن الله .. وعن نبيي وعن ديني ..ـ
بيني وبين نفسي ..ـ
وأحسست أنني مخطئة ذلك اليوم !
ـومرت السنوات .. ـ
حتى بدأت أستمع لعمرو خالد عندما كنت في الجامعه ..ـ
كان أول ماجذبني إليه الاسئلة ..!ـ
كنت أنبهر كثيرا عندما يبدأ بجملة يقول فيها " هوا ليه ربنا ؟"ـ
" هوا النبي آل كده ليه ؟؟ "
كل كلماته كانت تقودني نحومعرفة الله و طمأنينة القلب
فالقلب له اسئلة ايضا وليس العقل من يسأل فقط..!ـ ..
شكرا عمرو خالد ..
يدين لك قلبي بما فيه من إيمان قل أو كثر ..
ربما لو ظللت صامته لأحبتني معلمتي ..
ولكنك عندما جعلتني أتكلم .. أحببت نفسي ..
إلى معلتي التي لم تحبني .. لأني كثيرة الحركة ... فجعلت سؤالي شماعة تعلق عليها استياءها ..
لتقنع أمي أن الزم الصمت وألزم مكاني..
المعلمة التي أصرت على قمعي
لم أستطع أن أكون كما أردتني ..ـ
لأنني لست الكرسي .. أنا الانسان الذي يجلس فوقه ..ـ
وبعد الاجنحة التي قصصتها لي ... نمت أخرى غيرها .. أجنحة من الأسئلة التي تطير بي للإيمان ليس جناحين فقط .. بل .. مثنى وثلاث ورباع .. !ـ
ولا زلت كثيرة الحركة .. ولازلت اتحدث كثيرا مع اصدقائي .. الحديث هو الذي يغسل أرواحنا ويضاعف افكارنا ..ـ
ونعم .. إذا كان هناك درس تعلمته منك .. فهو ان لا اقيد جسدي ولا عقلي ..ـ
أما جروح الإيذاء المتواصل منك لي في ذلك السن الصغير ..ـ
لم تعد تؤلمني..ـ لكنها تحولت لندبة تنبهني وأنا أتعامل مع أي طفل .. أن أضع الله امامي .. قبل أن أظلمه .. أو اتشفى فيه .. مهما كنت غاضبة منه ..أو أقيد جسده أو فكره .. أن لا افعل جريمة كهذه..ـ
أو أن لا أجعل أجنحته تنمو
لأن الشرنقة التي لا تتحول الى فراشة .. تموت!ـ
لقد عملت معلمة لمدة عام ونصف ..
وكان لك فضل في أن اكون لطيفة معهم.. لأنني لم ارد أن ابقى في ذاكرتهم .. مشهدا مكبر الحجم ..
يشعرهم بالألم كلما تذكروه ..
في يوم ما ...
جلست على حضني واحدة من بنات الصف الصغار .. فهززت رجلي حتى أضحكها ..
وحينها أراد جميع بنات الصف أن افعل لهم مثلها ..!ـ
يومها .. جلس على رجلي 25 طفله .. واحده بعد الاخرى .. لأهزهم مثلها ..
حتى لا أفعل بذاكرتهم كما فعلت انت !
للجميع ..
" أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك "
" وليتلطف"
هذه آيات ثلاث تكفي أي معلم..ليكون رائعا ً ..ـأو أبتعد عن طريق الآخرين ..ـحتى لا تصدهم عن السبيل وأنت تظن أنك تدعوهم اليه .. ـ
No comments:
Post a Comment